رواية جديدة بقلم ياسمينا احمد

موقع أيام نيوز


عقدت رودى حاجبيها بدهشة وهتفت 
مفيش ولا واحدة وانتى صاحية اخويا بيسهر بيصورك بس والا اية
كانت حنين في اندهاشة لما يفعل ذلك لما يتجافي عن مضجعه كي يسهر الي جوارها ليتأملها على ما يبدو انه عاشق ولهان حقيقي
في الصعيد 
غيمة من الاكتئاب هبطت على منزل عزام القناوي
هتف عثمان ابن عمه فى وسط الجمع الذكوري فى قاعة الجلوس

ادارى يا واد عمي الراجل دا شړاني ما احناش كديه قدوا
كان عزام يستمع الية وهو يسند مرفقيه الي ركبتيه ويدفن رأسة في كفيه ولم يجب
هدر عمه امين 
مرضيش بالصلح ولا بالتعويض
استرسل ابراهيم ابن عمة الاخر 
ودي حاجة تجلج
خبط
وهدان كفية ببعض وصاح بتوتر 
ربنا يجيب العواجب سليمة والتف الي عزام متسائلا
ساكت لي يا عزام
رفع عزام وجة للاعلى ببطء وحدق بوجوهم جميعا وكأنه غير مستوعب ما سوف يقوله
وهتف بجمود وبنبرة جافة تماما 
جهزوا نفسيكوا هنروح نخطب بت الشرشري
اتسعت اعينهم وفغرو افواههم فى دهشة بينما اعتدل وهدان واسند ظهرة الي الخلف بأريحية وهو يلقي نظرات اعجاب وتفاخر على ولده
تحرك اياد نحو طاولة رودى وحنين فى الحديقة 
وهتف من بعيد 
ها خلصتوا فرجه
اعتدلت حنين ولازلت على وجهها علامات الدهشة باقيه 
اجابته رودى وهى تقدم الية هاتفة 
اة خلصنا بس دى صور قليلة 
التقتطة اياد وابتسم 
انتى ما بتشبعيش على فكرة
وقفت الى جوارة وسندت بيدها على كتفه وهي تقول 
ابدا يا يويو انا بحب مغامراتك جدا
نظر اليه بطرف عينه وهتف بغرور 
انا عارف انك بتموتى فيا يا رودي 
وكزته في صدرة ممازحة 
لا خلى المۏت دا لحد تانى ونظرت الى حنين 
وانطلقت الى الداخل لتترك مساحة الي اعينهم التي تشتبك ببعض في عشق التحدث الي بعضهم 
وقف اياد امام حنين التى تحيرت اين تنظر من فرط خجلها وكانه ليس زوجها جلس اياد الي الكرسي المقابل لها وهتف بهدوء 
حنين انا فكرت كويس في كل حاجة حصلت ما بنا من يوم ما قبلتك في المطبعة لحد دلوقت وقررت قرار لازم تعرفية كويس
اولته اهتمامها ورفعت وجهها ببطء نحوه 
فإسترسل وهو يعلق نظرة بها 
قرارى هو اني عمرى ما هرميكي عمري ما هسيبك ولو اخر يوم في عمريانا ليكي انتى وبس وانتي هتفضلي عيون قلبى وعشقي الوحيد
التمعت عيناها في عينيه الرمادية والتى بدت لها سماءا صافية لتحلق بها كطيرا ينعم جديدا بالحرية
التقطت يدها وهمس بهدوء 
انا عايزك تكملى معايا حياتي نعيش سواء ونشيب سواء وڼموت سواء راضيه يا حنين
كانت كلماته كفيلة بأن تعقد كل كلمات اللغة على لسانها فهو دائما وعندما يحدثها بذلك الطريقة تشعر بأنها مهما فعلت او هدرت لم توسعة حبا او حتى تجبة بنفس الكفائه
همت لتجيب 
فوضع يده على فاها لبمنعها برقة وسحر من التحدث 
وهتف بهدوء 
مش عايز اسمع
ردك دلوقت عايز اسمع بعد ما تفكرى كويس بس يكون في علمك من وقت ما هتوفقي
مفيش تراجع عنه او حتى تفكري في اني هرميكي انا عمري ما هكون سبب چرحك وعمري ما هقبل ابعد عنك
كادت عيناها تترقرق بالدموع وكان كل دقة بقلبها اعلنت حبه ودقت لتصرخ عاليا بحبه
بينما ظل اياد يحدجها بنظرات عشق مطوله حتي علي صوت هاتفة
فإستفاق من شروده وهتف بقلق 
يووو انا نسيت بابا ونهض في سرعة انا هامشي دلوقت ونرجع نتكلم بالليل سلام يا حبي
ولوح لها بإبتسامه وبادلته اياها ببسمة عذبة رقيقة ولوحت اليه بشرود فقط تريد شخصا يختارك يعرف عيوبك و
يختارك يعرف ماضيك و يختارك تزعجه و يختارك تغضبه و يختارك شخص يختارك كل يوم كأنما خلت الارض الا منك !!!
من داخل الفيلا 
كانت رودى متجهزة بملابس رياضية وترتب اغرضها وهي تنزل عن الدرج في سرعة
اوقفتها فريال متسائلة بحنو 
رودي حببتى انتى خارجة ولا اية
اجابتها في سرعة 
اة باعتنلى من الكلية مش عارفة عايزين امضي ورق نقلي ومش فاهمة حاجة ورايحة افهم
قضبت فريال وجهها وتسئلت بقلق 
الله من امتى دا ولية
قبلتها رودى على وجنتها وهتفت بغنج 
امم مش عارفة بيقولوا بخصوص اجازة نص السنة الي جاية عشان سفرى امريكا وكدا
بادلتها فريال القبلة بإثنتين وهي تهتف بحنو 
حبيبة قلب عين روح ماما تيجي بالسلامة
الټفت لتخرج فسألتها فريال بنبرة محتقنه 
اومال فين اللي اسمها حنين
اجابتها رودي بدهشة من تساؤلها 
في الجنينه ليه في حاجة !
اجابت بلا اكتراث 
لا عايزاها هاخدها انا كمان وانزل
ماما باي
باي ياروح مامي
في ايطاليا 
ظل زين يركض هو وفرحة حتي توقفنا فى منزل فارغ تحت الانشاء ووقفت الطرق بهم واصبحوا محاصرين من شتي الجهات توقف زين وبحث عن مخرج من تلك الماذق
وظل يدور
حول المكان في محاولة للايجاد فكرة وتابعته فرحة بحزن شديد الي ان انتبها لها واقترب منها وامسك يداها نظرات
فرحة اليه بقلق اذ كانت اول مرة يلتقط يدها وتكون بهذة البرودة دوما كانت دافئة وزعت نظرها بين يدة الباردة وعينية القلقة بشيئا من التوتر
كانت انفاسة متلاحقة ويبدوا علية الاضراب هدر بتوتروسرعه 
فرحة فرحة
قدامنا اقل من ٢ دقيقة ويلحقوناانا عايز اقولك سامحيني سامحيني اني جبتك لحد هنا واني روحت بيكي صالة اللورد ابتلع ريقة والتمعت عيناه وهو ينظر الي عيناها الساكنه تتأملة في صمت 
واسترسل بحزن 
انا مدرب على اعلي مستويات الالم الا الم قلبي من ناحيتك مش عايز اشوفك ببتاذي بسببي مش قادر اتخيل دا انتي همي الوحيد دلوقت 
استمعت الي حديثه الملتهب والذي اتضح فية مدي تورط قلبه بحبها ولكنه مازل يتعند بعينيه سحبت يدها واطبقتهم فوق يده
وهتفت بنبرة متحشرجة 
انت شجاع وشجاع جدا كمان وقادر على مواجهة كل دول وقادر تخرجنا من هنا بدون خدش واحد
استمع الي حديثها الهادي المشجع واستسلم الي دفئ يدها ووهتف مقاطعا
انا خاېف عليكي انتي 
سحبت يدها من يده واسترسلت هي بنبرة غامضة 
هات ليا
حرك راسة نافيا وهدر بضيق 
مش حل يا فرحة انتي مش متدربة على
كدا واخر مرة م 
قاطعته بضيق 
الموضوع مش محتاج تدريب محتاج دافع وانا دلوقتي جوايا ڼار ڼار ټحرق مدينة بأكمالها هات 
وحدق في عيناها بجدية وسحب احدي سلاحيه وقدمه لها 
قلبته بين يدايها وبدون اي تفكير تقدمت الي الخارج
ليصيح عاليا 
تعالي يامجنونه رايحة فين يا فرحة يا فرحة رايحة فين
لم تستمع لة وبدت كأنها تقدم على عملية انتحاريه
في شركة عاصم الاسيوطي 
دخل اياد الي الشركة وتهامس الجميع فور وصولة 
اعترته دهشة ولكنه لم يبالي وانطلق نحو مكتب والده
لم تكف الالسنة عن ذكر اسمه والتهامس بينما هو تعجب من 
ذلك الهمس وايضا النظرات التفحصية من العاملين والعاملات
ووصل الي مكتب والده وطرق الباب في ادب ودخل دون انتظار 
تعجب قليلا من فراغ المكتب الا من صديقة عماد الذي يجلس علي احدى الكراسي بشرود
اغلق الباب وتسائل 
في اية انتو ا مالكوا كلكم كدا لي مش طبعيين في اية
انتبه عماد الي صوت صديقه الذي انتشله من شرودة ونهض
في سرعة وهو يهدر بضيق 
مصېبه
رفع حاجبية اياد وهتف بدهشة 
مصېبة اية
اجابة صديقة وعلى وجة ضيقا لا متناهي واتجه نحو الاب الموضوع على المكتب وهو يهتف بإستنكار 
ا نت مش متابع ولا اية
تحرك ورائه ليري ما هو مهم الي هذة الدرجة وهدر متسائلا 
لا اية اللى حصل بس انت عارف لما بروح اغطس مش بفتح تلفيوني خالص
فتح عماد الصفحة الاليكترونية الخاصة بالاخبار ووجة الية الجهاز ليضمن رؤيته الكاملة لذلك الخبر المخزي والتصريح المشين على لسان لينا السعدي
واتسعت
 

تم نسخ الرابط