رواية جديدة بقلم ياسمينا احمد
المحتويات
على السعادة فتحركت نحو الخزانة ووقفت على اطراف اصابعها لتصل الي الشنطة الصغيرة التى تخصها وبالفعل وصلت اليها وفتحتها فى سرعةلتفتحها وتحاول الوصول الي غاية المنشودة ليطمئن قلبها
عثرت على صورتها وتأملت صورتها كم اشتاقت لها كما تمنت ان ټحتضنها وتشكي لها همها وتبكي فى احضانها فهى اختها التى ولدتها لها الايام وتقاسمت همها وابنة خالتها التى تربت معها
خلصتى يا حنين
مسحت عن عينها الدموع الهاربة ونهضت وهى تلملم اشياؤها وتحركت للخارج فصدمت فى اياد وتيبست وكأنها واجهت تيار كهربائى شديد وتناثرت الاورق وكل ما بيدها الى الارض
ازدادت ارتباك اثر نظراته المتفحصة الى وجهها وابتلعت ريقها وابعدت نظرها عنه ونزلت لتلملم الاوراق ولم تبالى به او حتى تعيره اهتمامها فى وقعها تحت قدماها
بالله عليكي يا حنين بلاش تموتى حبى ليكي بالبطئ بلاش تخنقينى وتشتتى فكرى انا حبيتك بجد ومعاملتك الصعبة ليا بتخلينى مش عارف اتنفس
اغمضت عينها لتستدعى عقلها حتى لا يضعف قلبها اليه مجددا فهى تعرف جيدا ما ستحصده من ثمار الحب الذى يزرعها اياد دائما حتما اشواك وحتما سيزجها الى الشارع بعد فراغه منها تقاسي حبا من جانبها فقط وصمت اذانها عن كلامه المعسول
يا بنتى انتى اية اتكلمي حرام عليكي اللى بتعملية فينا دا
لملمت اغراضها فى سرعه ونهضت وتركته وحيدا فى الغرفة دون ان ينبث فمها بكلمة واحدة بينما اصبح اياد كرة من النيران المشټعلة فى تأهب لټحرق كل من حولة وخرج اليها ودحجها بنظرات مشټعلة وخرج من الشقة مسرعه لتتبعه هي فى هدوء يسبق العاصفه
جلست فرحة فى طرف الفراش لا
تصدق ما فعلة زين بها وفظاظته فقد رأت فى عينه شيئا من الندم بعد فعلته ولكنه اخفاه ببراعة عنها كان من دقائق تستشعر فى قبضته الحديدية عشقا لا يمكن وصفه رأت فى عينه هناك قلقا وخوفا من فقدانها ودفاعه المستميت عنها شيئا غير طبيعا ما فعله ويبدو ان الطلقة الناريه اثرت على عقلة او افقدته
تحركت نحو الباب ووضعت اذنها لعلها تستمع الى اى شئ ولكن الجو كان هادئ للغاية
ابتعدت فى يأس وهمت لتستدير
ولكن استمعت لانين خفيف ميزته سريعا انه لزين
وزاغ بصرها بقلق وترددت قبل ان تمسك المقبض وتاخذ القرار فى الخروج
مالت بجذعها اليه واسندت يداها لركبتيه لتحقق من نومه
وبالفعل كان زين يتصبب عرقا ويأن بصوت خفيض
فنادته بهلع
زين زين زين
لم يستجب زين
ليه ياولدى السرعة بس
اجابة عزام بنفاذ صبر
يا بوى جلتلك هي طلعت جدامي فجاة
بينما امسك كتفه عمة امين مهدئا
خلاص يا ولدي المهم البنية دى بت مين
زفر عزام وهتف
مخبرش
ليسأله اسماعيل
ماعهاش اى حاجة تثبت هويتها ولا حتى بطاقة سخصية شخصية
حرك عزام كتفه بخفة
ما خبرش ودخلتلها معرفتهاش
هنا تدخل طيب ليهدر بضيق وڠضب
اتكلموا بعيد عن هنا هنا فى مرضي ما يصحش
الدوشة دى
ليجيب عثمان بضيق
حاضر يا دكتور
تحركوا بعيدا واستجابوا بهدوء
فى فيلا الاسيوطي
عادت حنين واياد الى الفيلا فى صمت وقد شكلت حنين على نفسها حصون عالية حتى لا يستطيع اياد ان ينجح فى استمالة عواطفها فكل شيئا حولها يؤكد انه حتما سيكون سيئا معها بالنهاية
اما اياد فقد كان فى ضيقا متناهي كل ما يفعله هو ان يتحاشى الانفجار فى وجهها حتى لا تزيد الامور تعقيد ا
واثر جحيمه بداخله تركها فى الحديقة ورحل بدون وجه كل ما يريده فقط هو الابتعاد حتى لا يفقد سيطرته
على غضبه ويصب فوق رأسها حمم مشتعله قد لا تطيقها
دلفت الى الفيلا وكانت فريال بإنتظارها عاقدة ذراعية وتحرك قدامها فى صورة متوترة
لوت حنين فمها فى توجس من املائتها المطولة
هتفت فريال بضيق
كنتي فين
ابتلعت حنين ريقها واجابت بنبرة متوترة
اااا كنت مع اياد
قاطعتها فريال بضيق
كنتى مع اياد ما انا حريتها وتمنعها
ظلت تتنفس بصعوبة لتجد ردا وتفرك اصابعها ببعض وهتفت
الا اصل احنا اااااا اها ع ك
وهربت الكلمات من شفاه اثر نظرات فريال الحادة والغاضبه
لتهدر من بين اسنانها
انتى هتهتهي اسمعي اطلعى غيرى هدومك والبسى الفستان البنفسج وما تلبسيش حجاب ما فيش غير انا وعمات اياد عايزين يتعرفوا عليكي على واوعك تعملي زي امبارح كسفتينى فهمتى وافردى وشك دا
حركت حنين راسها وصعدت فى صمت والم لا يمكن وصفه وظلت تدعو سرا
وهي تتحرك الى الدرج وتدعو الله
يارب تخلص الايام هنا بقى
مضت لا احد يلاحظ ذلك الانطفاء فى عينيها ولا بالآف الصراخات العالية التى تصرخ بالاكتفاء
في الصعيد
استيقظت زينات على صوت صړاخ وعويل بالاسفل
ساورها القلق ونهضت عن فراشها وهى تهتف
يا ساتر يا
رب خير
نهضت فى عجل وجذبت عبائتها السوداء ارتدها فى عجل ومن فوقها
الطرحة ونزلت فى سرعة وقلق
لتجد حشدا هائلا من النساء متجمعين فى ردهة المنزل بمظهر مخيف
وضعت يدها على صدرها ونزلت وهي تحذر
كل ما دار فى ذهنها هو ابنتها الغائبة ان اصابها مكروه
امسكت ذراع هنية وهتفت بنبرة قلقة
في اية حصل اية
لتجيبها هنية وهى ترفع رأسها وتلوى فمها بتكبر
فوجتى اخيرا بس البعيدة ما بتفوجش الا على المصاېب
نفخت زينات بضيق وهدرت بتأفف
انتى هتبكتينى بجولك فى ايه
لتجيبها هنية بسخط
عزام عمل حاډثة
اتسعت عينها پصدمة وهتفت بخفوت
ايه
لم تسعها الكلمات لتهدر منها المزيد وصمتت تماما وتحركت ببطء فى عدم وعي نحو الجمع النسائى والذى عند وصولها سكتت تماما وصارت الوجوه مرعبة كلا منهم يحدق بها بتفاوت فى اللوم اما شامت اما حاقد اما ساخط كلهن لا يرحمن
كانت صابحة تنحب بشكل هستيرى على رغم علمها ان ولدها بخير الا انها لم تتاكد الا برؤيته ڼصب عينها
وبدأت الهمهمات الجانبية
البت هربت وامها لسة جاعدة هنا
ايوة جابتلهم العاړ والشؤم بجيتهم
كل من تحت رااسها
الڤاجرة
بتها لو شريفة ما كانتش هربت
تربية عوجه
خلت فضيحتهم بجلاجل
كانت زينات تستمع لكل الفئات من حولها تتحدث عن ابنتها وعنها بسوء
ولم يردد قلبها الا دعوة واحدة خالصة
يارب يا فرحة يا بتى يسترها معاكي وتشرفينى قدام كل دول يارب ترجعى سليمه يا نن عين امك
فى ايطاليا
استيقظ زين ونظر حولة لم يجد سوى فرحة الجالسة بالارض تسند رأسها الى الاريكة المتمدد عليها
وتغدوا فى نوما عميق
اعتدل فى نومته بهدوء بخفة
سحب الغطاء ودثرها جيدا ثم مال بجذعه ليتأملها من قريب ومد يده ليزيح خصلات الشعر الهاربه على وجهها برقه ونظر اليها مطولاوكانم يرسم لها لوحة فى مخيلته
ثم همس يحادثها بهمسات
عملتي فيا اية يا بت الناس عاملة زى الفراشة خلتينى اجرى وراكي زى العيل الصغير وقلبتى حياتى وانا اللى كنت بقول انا وانا وانا طيب وبعدين انا اهو عاجز قدامك ان اااا
وتأمل استسلامها الى النوم العميق
فهتف بضيق
اية اللى هعملوا دا من امته اصلا وانا بضعف
لا يا قلبي
التاني انتى غالية وغالية اوى كمان يستحيل
ابدا استغل
متابعة القراءة