رواية جديدة بقلم ياسمينا احمد

موقع أيام نيوز


الاخضر واليابس وانطلقت نحو الباب پغضب وخرجت اليه وبسرعة دفعته بكل قواها 
فصاح زين 
اية يا مجنونه هتعملي ايه
وسقطت معه على يداه اقوى وهدرت بضيق
سبنى سبنى
تشبس بها اكثر واكثر وهتف بخبث 
شوفى يا فروحة طول ما انتى بتحاولى تمدى ايدك عليا وانتى هتقدرى وانتى بصراحة زودتيها 
ولا نسيتى ان قلة الادب متبتجبش غير قلة

الادب 
فرحة ادركت تماما انه لا مفر من تلك القابضة وانها وضعت نفسها فى خجل مضاعف بسبب ڠضبها المبالغ فية الان هى فى احضانه لا تستطيع الحراك عاجزة تماما عن التنفس او حتى الصړاخ فقد ارتعشت
من فرط القلق وبصوت مبحوح ومتوتر 
حرام عليك يا كابتن هو انت معندكش اخوات بنات
ارتسم ابتسامه ساخط 
امممم والنبى يا فروحة انا لو عندى عندى اخت حلوة زيك كدا ما كنتش ابطل اغلس عليها
فرغ فاه وهتفت بتوتر 
هااا 
ابتسم زين وتأمل وجهها وملامحة الهادئة بدقه وتعالت انفاسه وجاهد الرغبة الملحة فى تقبيلها بينما هى ايضا تأملته ونست تماما سبب وجودها هنا استسلام وطمئنيه وامان
لحظات مرت عليهم فى سكون من كلا الطرفين انجذاب قوى كالمغناطيس يدفعهم لتخطى الحدود ارخي زين يدها 
عنها ورفع يديه عاليا معلنا الاستسلام قضبت وجهها قليل فى دهشة ومحاولة استيعاب ماذا يريد بتلك الحركة 
فإنتبهت انه اعطها الحرية اصابها الحرج ونهضت عنه ببطء ودارت على عقبيها الى الغرفه
ولكن امسك هو يدها وهتف بنبرة متحشرجه 
اقعدى عايزك
جلست فى هدوء وبدون اى اعتراض 
مرر هو يدة على شعرة بهدوء وهتف بجدية تامه 
عايزين بكرة نروح صالة اللورد اللى قولتلك عليها حجزتلك فى بيت من بيوت التجميل هنا لو سمحتى مش عايز اى غلطه وزى ما فهمتك ما تتكلميش نهائى
حركت رأسها بالايجاب بصمت
الصعيد
لم يتوارى عزام عن بذل اقصى جهده فى معرفة هوية ذلك المجهول الذى اخذ عروسته امام ناظريه
بعدما ان التقط الكاميرة الخاصة بالكافيتريه وبالطريق ارقام سيارته وبعضا من ملامحة التى اخفتها النظارة الشمسيه 
ولكنه حفرت فى مخيلته ولم ينساه ابدا 
ارسل الارقام الى ادارة المرور ينتظر الاجابة وقاد سيارته بعجل كان الشرود هو رفيقة الدائم لا يدرى بمن هم حوله من البشر او يرى ايا منهم حتى ظهر له شبح امرأة ازاحها بالعربية من وجهه فأوقف السيارة فى سرعة وترجل عنها بقلق
وجثى على ركبتيه امامها وهو يهدر پغضب 
يا ۏجعة سودة انتى طلعتى منين
اسدل الليل ستائرة على الجميع واشرقت شمس ساطعة بكل ما تحملة من جديد
فى فيلا الاسيوطي 
اقټحمت فريال مجددا عليها الغرفة ولم تعير اى اهتمام الي حنين او تلتف الية فهى مهمتها محددة وهى ارهاقها اقلاق منامها دون سبب سوي
فرض احكامها عليها ومحو شخصيتها تماما نهضت حنين على تلك الاضواء الساطعه التى سقطت على وجهها ورمشت عينها عدت مرات لتتأقلم مع الضوء 
المفاجئ الذى اصابها بالعمي لدقائق
لم ترهق فى معرفة السبب لانها اعتادت انها تلك المزعجه فريال
اعتدلت فى نومتها وعدلت من حجابها بينما عبست فريال فى وجهها وهي تهدر پغضب 
انتى مش ممكن بردوا نايمة بااسدال 
لم تجيبها حنين وسكتت تماما حتى لا تثير شكوكها حول حياتها الخاصة هى واياد 
استرسلت هي 
يلا قومي عشان خارجين
هتفت حنين بتوجس
رايحين فين !
صاحت فريال بضجر 
ما تسأليش قومي من سكات
توترت حنين وانتابها القلق 
طيب هتصل استأذن من اياد
هدرت فريال بضيق 
تستأذنى مين انا اللى بقولك قومى تقومى سيبى اياد فى شغلة
والبسي حاجة شيك وحطى ميكب انتى هتمشى معايا لازم تبقى اسبور
نهضت حنين عن الفراش وهى تلوى فمها بسخط من تلك التى تعاملها كالدمية ولا تراعي حتى بمشاعرها
خرجت حنين مع فريال للتسوق ولم تكف فريال عن تعليقاتها عن ملابسها كانت حنين ترتدى جيب واسعا ابيض وبليزر وردى وحجابا رقيق مزركش بالورود 
فبرغم طالتها الهادئة والمناسبة تماما لوجهها البرئ 
الا ان فريال كانت تنتقدها انتقادا لازعا
اية اللى خرجنى معاكى بس وانتى بالشكل دا 
هتفت حنين بهدوء يصاحبة بعض الحذر 
وماله شكلي 
علا صوتها بضيق 
انتى بتسألى ماله شكلة شكلك ملخبط كله على بعضه ياااربى قدامى كتير اعلمهولك
وسكتت عندما اقتربت من المتجر وهدرت بحيرة 
طيب اعمل اية يا ربى اتبرى منك واقول ما اعرفهاش ياربى
بينما سكتت حنين وتزعزعت ثقتها بنفسها وحزن قلبها 
تحركت امامها فريال نحو متجر الملابس الخاص بهم والذى اعتادته فريال منذ سنوات 
قابلتها احدى العاملات بإبتسامة مرحبة وهتفت بإهتمام 
اهلا وسهلا يامدام نورتينا
ابتسمت فريال على مضض 
بنورك حببتى عايزة هدوم استيل وشيك لل وسكتت قليلا لتجد تعبيرا يحط من شان حنين فلم تجد فهتف وهى تلوى فمها يتافف
مرات ابنى 
ابتسمت الفتاة الى حنين وتحركت معهم وهى تهتف بتحمس 
احنا جايلنا شوية حجات مستوردة روعه هيعجبوكى
ولحقنا بها حنين فى صمت
تنقلت فريال وسط الالبسة لتنتقى على ذوقها ما ارادت ولم تشاركها حنين 
الا ان الفتاة تسائلت فى حيرة 
هو اللبس دا لحضرتك ولا لحضرتها 
اجابت فريال بسهولة 
ليها
وزعت الفتاة نظرها اليهم بتعجب ولم تنطق بأى شيئ
التقطت فريال فستانا ضيقا بدون اكمام ووضعتها عليه 
لتزيحة حنين بهدوء و تهدر بتوتر 
انا محجبة يا طنط يعنى عمرى ما هلبس الحاجات دى
رمقتها فريال بنظرات ساخطه وهتفت بإصرار 
ابقى البسية فى البيت وبقولك اية اللى انا انقية هو اللى هيتلبس وما اشوفش الشوال اللى عليكى دا تانى 
لم تجيبها حنين وصمتت تماما واشاحت وجهها بعيدا 
استكملت فريال الجولة دون اكتراث الى تلك التى تنتقى لها او حتى تأخذ رئيها فى اى شئ
سحبت فريال ملابس قصيرة لم تميزها حنين اتسعت عيناها وفرغ فاة وهى تنظر لها بإندهاش 
وشرعت ان تضعهم فى العربة فصاحت حنين عاليا 
انا مستحيل البس الحاجات دى قولتلك انا محجبة ويستح 
قاطعاتها فريال وهى تهدر پغضب و احتقار 
دى هدوم نوم مش اللى انتى بتنامى بية دا ولا انتى متعرفيش دول اية بلاش مش عارفة اصلا سبب وجودك 
اية انتى مجرد نزوة فى حياة ابنى فاهمة يعنى اية ! انتى اخرك شوية اللبس دول وتخرجى برة حياته للابد بالشوال اللى جيتى بيه لو شافك تانى مش هيفتكرك ولا حتى يعرفك
اوشكت ان تميد الارض من تحت قدامها وشعرت بالم تصبب داخل عظامها وسحقها اذا كشفت فزعها الحقيقى وشكوها نحو تلك الحنان الجارف الذى يغدق بهم
عليها اياد اختنقت من تلك الكلمات هوت بها الى الارض ډمرت معنوياتها وما تبقى منها بخلاف معاناتها السابقة بينما تابعت فريال سحب البسة نوم اخرى غير عابئة بتلك المسكينه التى تتمزق من وراءها
في ايطاليا 
خرجت فرحة من احدى بيوت التزين الشهيرة ترتدى فستانا فضي لامع بحمالات رقيقه وخجلت هى من خروجها بهذا الشكل وارتدت شيئا اتت بة خصيصا من تلك المعاونه الخاصة بالمتجر 
الا وهو وشاح من مطرز بعناية ويتدلى منه ابتلع ريقه فى توتر 
وازداد قلقه من اصطحابها معه الى تلك الحفرة السحيقه 
وكاد قلبه يقفز من مكانه نحوها اذ ازدادت جمالا واصبحت لا تقاوم بينما تمشت ببطء نحو زين وتمنت من اعماق قلبها ان يعترف لها بالحب الذى تراه الان فى نظرته المعجبة ودت لو تكون الان على ذمة ذلك الوسيم الذى هو الان لا يقل وسامة وجاذبيه عنها يرتدى حلته سوداء ومصفف شعرة بعناية الى جانب عطره المميز الذى يترك اثر فى كل مكان حذاءه اللامع كان هو ايضا فى عينها من اجمل رجال الارض 
انتهت نظرات الاعجاب
 

تم نسخ الرابط