براثن اليزيد
المحتويات
عينيها هي الأخرى على ما تمر به شقيقتها وتحدثت بخفوت وحزن
كل حاجه هتكون بخير لو مشينا على التعليمات بتاعة الدكتورة وأولها نفسيتك يا مروة لازم تكون كويسة ومتضغطيش على نفسك
اراحت رأسها على صدر شقيقتها ټحتضنها بينما تتذكر كلمات الطبيبة وهي تبكي وتنتحب بصوت عال
نظرت إليها الطبيبة بضيق بعد أن انتهت من فحصها ثم تقدمت لتجلس على مكتبها وتحدثت بحدة معها
نظرت إليها باستغراب وهي لا تفهم ما الذي تقصده بحديثها فتقدمت منها ميار تقف جوار مقعد شقيقتها تضع يدها على أكتافها تمدها بالدعم ثم سألتها بهدوء
في حاجه يا دكتورة ولا
ايه
أشارت إلى مروة وتحدثت بطريقة عملية للغاية وكأنها تقول إن كيلها فاض منها
صدمت ماذا هل سيموت لا لا تعتقد ذلك لن يحدث كيف له أن ېموت كيف إنه ولدها الذي كانت تتحدث معه في الليل وحدها وتشكي له همها في بعدها عن والده هذا هو الذي قالت له أنها تريد أحضان والده ليس شيء آخر كيف ستفقده ماذا ستقول لزوجها أهملت في صحتها وصحة ولدها فماټ نظرت إلى الطبيبة وهي لا تصدق هذا الحديث الغير منطقي بالنسبة إليها
أنا بجد مش فاهمه هو أنت مالك في الحالات الطبيعية معروف أن الست الحامل وزنها بيزيد أنت إزاي خسيتي خمسة كيلو في الوقت ده دا الناس اللي بتعمل ريجيم مش هيقدروا يعملوا كده
لا تستطيع أن تتحدث أو تستمع إلى أي شيء هي فقط تستمع لهمسات الطبيبة وشقيقتها تلقي عليها تعليمات كثيرة أخذت منها أنها يجب أن تشرب سوائل كثيرة أدوية أخرى أشياء استمعت إليها ولكن لم تحلل ماهيتها
يتبع
براثن اليزيد
الفصل الواحد والثلاثون
ندا حسن
بعد الكثير من ذكريات تجسد أرواحنا عند
الفراق عدنا من جديد لنخلق ذكريات
جديدة على عقولنا وقلوبنا
دق باب الغرفة فلم تأذن للطارق بالدلوف إليها
فتح الباب ورفعت بصرها لترى من ذلك الذي لا يحترم حزنها في تلك الأوقات الصعبة ظهر هو من خلف الباب مالك قلبها المكسور كانت تبكي بصمت الآن لن يستطيع السيطرة عليها
منذ أن حادثته شقيقتها وهو يرى أن الحياة أصبحت سوداء سواد حالك ليس له أي درجات لقد تركته منذ ثلاث أشهر وبهم عرف حقا ما معنى العڈاب والندم عرف معنى الاشتياق والفراق وأهم شيء هو الفقدان ثلاث أشهر وهو داخله أمل عودة زوجته إليه بواسطه طفله القادم
يعلم أن رحمة ربه وسعت كل شيء والله لن يخذله وسيكون ابنه على ما يرام سيكون بخير لأجله وأجلها
النظرة بعينيها تفتن حقا عندما رآها لأول مرة فتن بجمالها وجمال عينيها وذهبت دون أن يعلم من هي والآن تبكي خوفا من فقدان طفلهم
اشتياقه لها مزقه وجعله لا يدري ما الذي سيفعله أكثر مما فعله لدرجة أنه فكر في جعلها تعود عنوة ولكن عندما علم بما حدث من شقيقتها وقع قلبه بين قدميه خوفا عليها وعلى ابنه خوفا أن يتملكها الحزن إلى أن يأخذ
روحها فهي قد حزنت بسببه كثيرا
رأته يقف خلف باب غرفتها إنه في الغرفة معها والدها يجلس في الخارج وشقيقتها هم من أخبروه وجعلوه يأتي إلى هنا
لم تتوقف عن البكاء منذ أن أتت والآن قد ازداد عندما رأته يقف أمامها ستفقد ابنه قطعه من روحها وروحه الشيء
الجميل المتبقي لها منه منذ فراقهم كيف السبيل للنجاة الآن
بعيدا عن كل شيء هي لا تريد إلا عناق طويل من زوجها
بقى يزيد هكذا لمدة دقيقتين ينظر إليها بحزن وانكسار وهي تبادله نظرات الحزن والضعف لم يستطيع أن يبقى أكثر من هذا وهو مكتف الأيدي وجد نفسه يتقدم سريعا إليها ليجلس أمامها على الفراش ملبي طلبها وأخذها بين ذراعيه في عناق طويل
قابلته تبكي وتنتحب بصوت عال وضعف غريب تسلل إليها شدد يزيد هو الآخر على على خصلات شعرها الذهبية وهو يحاول أن يجعلها تهدأ
بقيت مروة هكذا ما يقارب العشر دقائق تبكي بشدة ولا تفعل شيء غير أنها تبكي وتشدد على احتضانه وكأنها تقول له لا تبتعد بعد اليوم وهو فعل كل ما تريده لم يتحدث فقط يبادلها العناق تاركا لها المساحة في أن تبكي وتخرج كل ما يكنه قلبها
أبتعدت عنه بهدوء وهي تجفف دموع عينيها فرفع يده الاثنين واضعا إياهم على وجنتيها يحرك إبهامه أسفل عينيها ليمحي أثار تلك الدموع الغالية على قلبه
نظرت إليه بحب وضعف وقد شعرت أن كل شيء ينهار من حولهم ولا يوجد قرار للرجوع عنه رفعت يدها ووضعتها فوق يده تشدد عليها قائلة پانكسار والدموع تتكون من جديد داخل جفنيها
متسبنيش يا يزيد أنا محتاجالك
أسند جبهته إلى جبهتها وتحدث قائلا بشغف وحب كبير وهو يتمنى داخله أن يمر كل شيء بسلام
مش هسيبك أبدا حتى لو عملتي ايه
داهمته بكلمتين فقط وهما كل ما تشعر به الآن بعد تلك الأخبار السيئة الذي استمعت إليها
أنا
خاېفه
كان أثرهم كبير عليه هو الآخر هل يقول لها أنه أيضا خائڤ أم يصمت أجابها بجدية وإيمان
مټخافيش أنا عندي إيمان إن كل حاجه هتبقى كويسه ربنا كبير ولو مش هيكرمني علشاني يبقى علشانك أنت أنت متستحقيش أي حاجه وحشه تحصلك
خرجت الدموع مرة أخرى آتية من خلفها شلال لن يستطيع التحكم به بينما أردفت
يارب يا يزيد أنا مش هستحمل يحصل للبيبي حاجه بجد
مش هيحصل حاجه بإذن الله
قالها ثم جذب رأسها إليه ليستكين على جانب صدره الأيسر هناك موضع قلبه تماما استمعت إلى ضربات قلبه التي تقرع كالطوالدها ما حدث في السابق بالكذب بطلب من زوجته حتى لا تهتز صورته أمامهم وقد قال بأن قد حدث سوء تفاهم بين زوجته ووالدته وكانت هي على حق ووقف بصالح والدته ولذلك فعلت كل هذا لم يقتنع والدها ولا شقيقتها ولكن هم رأوها كيف كانت حزينة في غيابه عنها متأكدين من حبها إليه وإن كانت عودتها ستجلب السعادة والراحة إليها فلما لا
بعد أسبوع
دلف يزيد إلى غرفة نومه وهو يحمل على يديه صينية عليها أطباق بها طعام ويرتدي مريول المطبخ على ملابسه البيتية كم كان مظهره مضحك منذ أن أتت معه إلى هنا وهو هكذا لم يذهب إلى عمله وبقى معها ليهتم بصحتها كما قالت الطبيبة حتى يكون طفلهم بخير تأتي ميار لتحاول مساعدته في أي شيء ولا يوافق يريد أن يفعل لها كل شيء بنفسه محاولا أن يعوضها عن ما مرت به بسببه
وضع الصينية على الطاولة بالغرفة ثم تقدم إلى الداخل ليقف جوارها وهي نائمة على الفراش ممسكا بيدها ليجعلها تجلس براحة بعدما كانت ممددة عليه نظرت إليه باستغراب ثم هتفت بسخرية مبتسمة
أنا ممكن اتعدل لوحدي على فكرة
نظر إليها بعد أن جلست ووضع خلف رأسها وسادة ليتحدث بجدية وهو يتجه ليجلب صينية الطعام
إحنا قولنا ايه مش عايز اعتراض على أي حاجه
زفرت بضيق وهي تراه يضع الصينية على قدميها نظرت إلى محتواها لتجد طبق به نصف دجاجة قام بسلقها فقط طبق من شوربة هذه الدجاجة وطبق أرز لن تستطيع أكل ربعة رفعت نظرها إليه بحنق وهي تراه يفعل أكثر مما قالت الطبيبة لا يطعمها إلا دجاج لحوم شوربة خضار وأي شيء يستطيع أن يفعل منه شوربة ويدخل به اللحوم
تحدثت بضيق وهي تنظر إليه باعتراض على هذا الطعام
على فكرة أنت محبكها أوي أنا زهقت من الأكل المسلوق ده وبعدين ايه الكمية دي مش هاكل كل ده
وضع يديه أمام صدره
ونظر إليها بنصف عين وهو كل لحظة وأخرى يراها تعترض على ما يفعله أردف مجيبا إياها بجدية
إحنا اتفقنا من أسبوع فات لحد معاد الدكتورة هتسمعي كلامي في كل حاجه بدون نقاش وبعدين أنا عارف أنا بعمل ايه
طب شيل الصينية دي عايزة أطلع بره أنا اتخنقت
بجد الدكتورة مقالتش كده
مروة
نعم
استدار واتجه ناحية باب الغرفة ليخرج منها وهو يهتف بجدية
كلي يا حبيبتي علشان معاد العلاج
أمسكت الملعقة بهدوء ثم بدأت في تناول طعامه الذي يفعله بنفسه كل يوم لها وقد كان بطعم لذيذ هي نفسها لا تستطيع فعله وجدته يعلم كيف يطهي الطعام وحده قد استغربت في البداية ولكنه أخبرها بتواجده وحده هنا قبل زواجه منها لذا كان يطهو الطعام لنفسه
تراه يفعل كل شيء يستطيع فعله ليجعلها تشعر بالراحة والأمان منذ أن أتى بها إلى هنا أعتذر ألف مرة عما حدث في السابق حاول بشتى الطرق أن يتحدث معها فيه ولكنها منعته عن ذلك قائله بأنه قد مضى تراه وهو يفعل ما بوسعه لينقذ طفله ويكون معها ومعه تعلم أيضا أنه يحبها بل
يعشقها وتعلم أنه أعتذر عن خطأه وابتعد عن عائلته ولكن
لكن هناك شيء بداخلها قد كسر ربما ثقتها به أو الشعور بالأمان جواره لا تدري ولكن هي ليست على طبيعتها ليست كما كانت معه بالسابق الآن كلماتها محسوبة وتحاول قدر الإمكان التفكير بكل شيء قبل قوله لا تدري أهي ټخونه أم ماذا ولكن كل ما تعلمه جيدا أنها لم تعد كما السابق هناك شيء أخذه كذبه عليها لم تكن كما السابق أبدا
ربما ستعتاد
جلس يزيد على مقعد الطاولة بالمطبخ بعد أن خلع عنه ذلك الرداء كم كان منزعج الآن هو يحاول بكل الطرق أن يفعل لها ما تريد ويحاول أن يبقى طفله بخير ويقدم كافة الاعتذارات عما حدث وكل شيء بوسعه يفعله
تتحدث معه ولكن ليس كما السابق يشعر أنها معه بجسدها فقط وليس هناك روح ليست زوجته مروة يقول لنفسه ربما هذا بسبب ما يحدث هذه الفترة ربما تمر وتعود كما هي فهو يحتاج إلى زوجته وبشدة
بعد أسبوع آخر
نقول مبروك
هذا ما قالته الطبيبة بعدما
متابعة القراءة