براثن اليزيد

موقع أيام نيوز


شاء الله راجع بكرة لكن مش هقدر اجيلكم
صمت لبرهة ثم ابتسم وقد وصل إليهم هذا هما الاثنين واستمعى إليه وهو يقول بخبث
ابقي سلمليلي على اللي بعتاكي تكلميني وقوليلها أنها وحشتني أوي
ابتسمت ميار بسعادة كبيرة أنه يعلم ذلك منذ البداية يعلم أنها من جعلتها تحدثه في هذا الوقت يا له من خبيث تضايقت شقيقتها من ما فعلته هي واستمعت إليها تقول بهدوء

حاضر
ثم أنهت المكالمة لتصيح بحدة وعصبية
بتقوليله حاضر كده بتعرفيه أن أنا فعلا اللي قولتلك
أجابتها الأخرى بلا مبالاة قائلة
هو كده كده عارف
نظرت مروة أمامها في الفراغ تفكر في مۏت عمه كيف حدث ومتى ولما هي لا تعلم كثير من الأمور تدق عقلها الآن
ولكن لا تستطيع أن تفتح الباب لها فقد اكتفت من التفكير وفي جميع الأحوال ستعرف كل شيء غدا كما قال أنه سيعود وستفعل ما جال بخاطرها الآن غدا 
اليوم التالي
دق جرس باب منزله تسائل بينه وبين نفسه من من الممكن أن يأتي إليه سوى بواب العمارة والذي لم يطلبه من الأساس ترك هاتفه
على الطاولة ثم وقف على قدميه ليرى من الطارق 
فتح الباب رآها تقف بطلتها الساحرة وقعت عينيه على خاصتها ليرى زرقة البحر حاضرة لم يرى خضرة الأرض منذ فترة يود رؤيتها حقا نظر إليها ثوان وحاول أن يشبع عينيه منها دون النظر ولكن طال ذلك فتحدث بعد أن نظف حلقه قائلا بلهفة
مروة تعالي
أبتعد عن باب المنزل وفتحه لها لتستطيع الولوج إلى الداخل فنظرت إلى الأرضية ثم خطت بقدميها إلى داخل منزلها مرة أخرى نظر إلى ظهرها وهي تدلف بلهفة وحب فياض يبدو أنها آتية لتقوم بواجب العزاء في عمه ملابسها المكونة من بنطال وكنزة سوداء حتى الحذاء أسود 
دلف خلفها بعد أن أغلق الباب جلست
على الأريكة في غرفة الصالون فتقدم هو الآخر وجلس مقابلا لها على مقعد صغير نظرت إليه وتحدث بهدوء ونبرة تلائم الموقف
البقاء لله
أجابها هو الآخر بهدوء شديد
بعد أن استمع لحديثها
ونعم بالله
صمت لبرهة ولم يتحدث فقط ينظر إليها وهي توزع نظرها على أثاث الغرفة بشغف وحنين ثم سألها بهدوء وحزن
عامله ايه في الحمل تاعبك
نظرت إليه بحرج وضيق ثم أبعدت نظرها عنه لتقول
لأ الحمدلله بخير
وقف على قدميه متقدما إلى الخارج وهو يقول بسخرية وتهكم واضح
هعملك حاجه تشربيها ولون المفروض العكس بما أنه بيتك يعني
نظرت إليه وهو يذهب وجدته يختفي ليدلف إلى المطبخ وقفت على قدميها ثم سارت بهدوء وراحة في المنزل وهي تنظر إلى كل ركن به وتضع يدها على أي شيء يمر جوارها الحنين أخذها إلى ذكريات كثيرة ولدت بهذا المنزل وودت لو كانت إستمرت وحققت الكثير منها 
سارت بقدميها إلى أن دلفت غرفة النوم غرفتها هي وهو كل شيء بالمنزل كما هو لم يتغير شيء به سوى أن هناك بعض الصور الزائدة لها رأت واحدة في غرفة الصالون على طاولة صغيرة وأخرى في الممر المؤدي إلى غرف النوم والأن بجوار الكومود واحدة كان مكانها أخرى تجمعهم هم الاثنين نقلها إلى الكومود 
وزعت نظرها بالغرفة رأت تلك اللوحة التي رسمتها له وهم في بلدته لقد أحضرها إلى هنا أنها معلقة على الحائط بالغرفة تقدمت إلى الداخل أكثر بعد أن أخفضت نظرها وفتحت الخزانة لترى ملابسها كما هي ربما هناك زيادة بهم لقد أتى بتلك الملابس خاصتها الذي كانت في بيته الآخر مع اللوحة يا له من كريم 
نظرت إلى ملابسه المعلقة بهدوء وهي تمرر يدها عليهم والحزن داخلها يتغلغل أخذت قميص من بينهم نا 
نائمة جواره تقابله بظهرها وقد كان يضع وجهه مقابلا لخصلاتها يستنشق رائحة الياسمين خاصتها ثم استمعت إليه يقول بخبث وعبث
مروتي عايز أقولك حاجه في ودنك
زفرت بضيق وهي تود النوم بشدة ولا تستطيع منه كلما غفت يجعلها تستيقظ من جديد أردفت بعصبية وحنق
يزيد بطل رخامة ونام بقى
استنشق الرائحة المنبعثة منها بسعادة ثم عاد يقول بجدية
والله حاجه بريئة مش اللي في دماغك
استدارت بجسدها لتنظر إليه بعد أن استمعت إلى يمينه الذي قاله وانتظرت ليقول ما الذي يريده
في ايه
جلس على الفراش واعتلى وجهه ملامح الجدية الشديدة فاعتدلت هي الأخرى تنظر إليه وهي مستلقيه على ظهرها وقد توترت لما يريد قوله رأته ينظر إليها بتردد فشجعته بعينيها على التحدث لتراه في لمح البصر يجلس فوق قدميها يدغدغ بطنها بيده بحدة شديدة لتطلق الضحكات من فمها دون توقف 
ابتسم بسعادة ونشوة انتصار بين الذي يفعله وهو يقول
مش هتنامي يعني مش هتنامي
لا تستطيع التوقف عن الضحك حقا ولا تستطيع أن تتمسك بيده ليتوقف هو لتتحرر منه ولا تستطيع من كثرة الضحك والذي بسببه بكت قالت من بين ضحكاتها بصعوبة
لم يستمع إلى كلماتها إلا عندما ترجته بصعوبة بالغة لقد ضحكت كثيرا وقاربت على فقد صوابها منه كما أن بطنها ألمتها كثيرا بسبب ما فعله بها
العصير
وقع القميص منها واستدارت سريعا تنظر إليه پخوف شديد كانت سابحه في ذكريات مضت ليست هنا بالمرة 
حركت رأسها يسارا ويمينا وهي تقول بارتباك دون النظر إلى عينيه
مفيش أنا بس سرحت شويه
قدم لها كوب العصير وهو يقول بهدوء وحنان متحدثا رغما عنه
طب اشربي العصير ده
أنا لازم أمشي
قالتها ثم تقدمت سريعا إلى الخارج فوضع الكوب على الكومود جواره ثم ذهب خلفها ليمسك بيدها عند وصولها إلى باب المنزل جاعلها تتوقف عن السير وهتف قائلا
أنا عايز أتكلم معاكي لازم تعرفي اللي حصل يمكن تغيري رأيك فيا وترجعي
ضيق ما بين حاجبيه وسألها باستنكار ودهشة
يعني ايه
أخذت نفس عميق ثم أجابته بجفاء حاولت أن تجعله حقيقي بعد نظرته المتوسلة هذه
يعني كل حاجه زي ما هي يا
يزيد وأنا لسه بطلب الطلاق
نظر إليها بهدوء يتعمق في نظرته يود لو يصل إلى داخلها ليعلم ما الذي تفكر به ترك كلماتها جانبا ودلف إلى داخل غرفة نومه ثم عاد من
استني هوصلك
أجابته بجدية هي الأخرى وهي تنظر إلى عينيه
ميار تحت مستنياني
خرجت من المنزل ثم وقفت أمام المصعد الكهربائي في انتظاره
ليهبط بها إلى الأسفل دلفت إليه بهدوء واستدارت لتنظر له وهي بالداخل ثم أغلق الباب وهبط بها المصعد فتحت المكتوب الذي أعطاها إياه لترى ما الذي كتبه هذه المرة داخله 
وإني بعينيك غارق إن كانت أمواج البحر أو خضرة الأرض كلامها يعملان على جعلي شهيد من نظرة واحدة إليهما ف ارحمي ضعفي وقلة حيلتي عودي إلي فقد تضاربت الأمواج بكثرة وأفسدت كل ما كان صالح بي بعد فراقك
زوجك يزيد
يتبع
براثن اليزيد
الفصل الثلاثون
ندا حسن
وكأن الحياة تضيق أكثر لتجعل أرواحنا 
أسفل الأتربة وكأن أحلامنا في العودة
يضيق وسعها ليأتي بروحنا وكأن السماء
لا تتحمل الطيور ولا ملجأ لنا فيها
وكأن الخلاص بالمۏت
بعد مرور شهر
لم تصدق والدها وشقيقتها عندما قالوا بأنها تتواجد في منزلهم تنتظر زوجة ابنها لتتحدث معها ما الذي سيأتي بها إلى هنا هل ما زالت تريد أملاكها أم تريد أن تبتعد عن ولدها ف هي بالأساس تركته ربما هي تعتقد أنها قامت بعمل سحر له حتى لا يتركها كما قالت بالسابق ما الذي سيأتي بها إلى هنا 
مشاعر غريبة داهمتها عندما نظرت إلى وجهها يبدو عليها الإرهاق الشديد ملامحها باهته للغاية ليست تلك المرأة القاسېة التي كانت تتفنن بعڈابها تبدو منكسرة ليست كما السابق أبدا أنها نجية الرمز الصحيح للقسۏة والقوة كيف لها أن تبدو هكذا 
نظرت إليها بهدوء وأشارت لها بالجلوس مرة أخرى ففعلت دون التفوه بحرف واحد داهمتها مروة بسؤال جاد لا يحمل لين ولا شفقة لمظهرها
ممكن أعرف سر الزيارة دي
انتقلت نجية إلى المقعد المجاور لها وقد ظهر عليها الانكسار حقا نظرت إلى الأرض خجلا ثم رفعت نظرها مرة أخرى قائلة بجدية
محدش عارف يتكلم معاه كلمتين على بعض مش قادرة أشوفه كده واسكت أنا السبب في اللي حصله علشان خاطري أرجعي لابني لو بتحبيه صحيح ارحميه
كلماتها أنطلقت من فمها كالسهام المسمۏمة لتعرف هدفها جيدا وكان قلب تلك المسكينة آلمها قلبها كثيرا عندما استمعت إلى هذه الكلمات هي لا تريده هكذا بل تريده بخير بكل الخير ولكن لا تستطيع أن تعود بهذه السهولة 
عندما تتذكر ما كان يفعله بها في زواجهم تقرر بألا تعود عندما كان يشتت تفكيرها يقول نصف الإجابة على 
كل ذلك جعلها تتألم منه أنه فقط جزء صغير من الذي واجهته معه هو وعائلته فعل لها الكثير أيضا ليجعلها سعيدة هي لا تنكر ذلك ولكن الطاغي على كل شيء هي أفعاله الدنيئة تحبه تعشقه لا تريد سواه ولكن أيضا لا تستطيع الرجوع ليس بيدها هي حقا لا تستطيع 
استمعت إلى والدته تقول بنحيب وقاربت على البكاء لأجل والدها الذي ډمرت سعادته غافلة عن النتائج
وحيات الغالية أمك ترجعيله أنا عارفه أن مفيش أغلى منها وحيات اللي في بطنك ابني ھيموت يا مروة ھيموت
تجمعت الدموع بعينيها هي الأخرى وهي تراها تتوسلها بهذه الطريقة التي لم تراها بها من قبل وضعت يدها على بطنها الذي ازداد ألمها قليلا نظرت إليها بضعف وحيرة لا تدري ما الذي عليها أن تفعله لها الآن في جميع الأحوال هي لا تود أن تراها هكذا في النهاية هي والدته وامرأة كبيرة السن وهي تعلم أنها تحبه أيضا 
وجدتها تقترب منها بعد أن هبطت على ركبتيها وأخذت يدها وهي تبكي وتنتحب بصوت عال قائلة
أبوس ايدك ارجعيله أبوس رجلك
سحبت مروة يدها سريعا منها ثم وقفت على قدميها وجذبتها لتقف هي الأخرى أمامها فنظرت إليها بضعف وانكسار يظهر
عليها
منذ الوهلة الأولى أومأت إليها مروة برأسها دليل على موافقتها حتى تصمت وتكف عن ما تفعله 
ابتسمت الأخرى بسعادة لقد فشل معها فشل ذريع لا تريد رؤيته منذ أسبوعين ولا تستقبل هداياه ولا مكالماته لها قالت إنها اكتفت من ذلك ولن تعود عن فكرة الطلاق وهو لن يفعلها ستموت وهي زوجته لن يجعلها تفعل ما برأسها لو اضطر سيطلبها في بيت الطاعة وسيكون هو الرابح في كل
الأحوال وسيجعلها تكمل معه رغما عن أنفها لقد طفح به الكيل 
ما هذا العناد لقد أخطأ وأعترف بذلك حاول بشتى الطرق أن يرضيها فعل أكثر من اللازم معها هو لم يتمادى إلى ذلك الحد الذي تراه هي يبدو أنه هو المخطئ لقد تساهل معها وجعلها تفعل ما يحلو لها 
يوميا يستمع ويرى
ما يفعله الأزواج بزوجاتهن ولا أحد يتحدث بل يكملون على نفس النحو وكأن شيء لم يكن ما بها إذا ابنة عائلة طوبار 
لقد تملكه الڠضب مرة أخرى العصبية أصبحت تلازمه في جميع الأوقات وتفكيره بالكامل خطأ كل
 

تم نسخ الرابط