قلوب ارهقها العشق بقلم ياسمين رجب

موقع أيام نيوز


كان صاحب الرقم جمال رفعت الهاتف و نظرت إليه بقلق فهي تشعر بأنها خائڼة كأنه يعلم ما يدور بداخلها
اجابت عليه بهدوء مصطنع قائلة
ازيك يا جمال عامل ايه
جمال...........................
سمر...... انا بخير الحمد الله
جمال.....................
سمر...... اه فاضية ليه خير في حاجة
جمال...................
سمر....... خطوبة صاحبك بس انا هروح بصفتي ايه وبعدين انا مليش في جو الافراح والحاجات دي

جمال...................
سمر بأستسلام...... خلاص يا جمال هجهز واستناك بس مش هتأخر علشان عندي مذاكره
جمال....... ....
سمر...... مع السلامه بااي
نهضت من الفراش بعدما القت هاتفها على الفراش بأهمال واتجهت صوب الخزانة بعدما فتحتها وهي تنظر إلى ثيابها لم تستقر على شيء معين فهي لا تريد أن تجادل والدتها وايضا لا تريد أن تتسبب بالاحراج له وسط اصدقائه اخير استقرت على ثوب من اللون الفيروزي ذو اكمام شفافة
هادئ و مميز لا يظهر من جسدها شيء نظرت إليه برضا والقته على الفراش وهي تجذب المنشفة و اتجهت صوب المرحاض حتى تغتسل
على الجانب الآخر
نظر إلى هيئته برضا و حلته السوداء التي ذادت من وسامته وقال بأبتسامة مرحة
عسل يا واد يا جمال كنت مخبي الحلوة والشياكة دي فين
قاطعه صوت والدته التي دلفت إلى غرفته وهي تتمتم بإعجاب بسم الله الله اكبر ربنا يحفظك من العين يا ابني متشيك كده و رايح على فين يا جمال
الټفت إلى والدته و انحني قليلا يدها قائلا ربنا ما يحرمني من دعواتك يا ست الكل
ابتسمت له وقالت بحنو
بدعيلك من قلبي يا جمال ان يرضى عنك و يرزقك بالذرية الصالحة وافرح بيك بس مقولتليش رايح فين كده
مد يده وهو يجذب ساعته ويرتديها وقال ر
رايح خطوبة بدر جزار معنا في المدبح
كريمة بسعادة
ربنا يسعده ويرزقه بالخلف الصالح بس انت لم بتروح خطوبة او فرح حد من المنطقة بتلبس جلابية ليه النهاردة بدلة
نظر إلى هيئة مرة أخرى بسعادة وقال
اصلي مش رايح لواحدي
هتفت بعدم فهم وقالت
ليه مين هيروح معاك
سامعة النبض ده شايفة قد ايه سريع عارفة بيدق حده ليه علشان قلبي رايح معايا روحي هتكون جنبي وقصاد عيني سمر رايحة معايا الخطوبة يا ام جمال
اتسعت عيناه پغضب وقالت
وهي سمر هتروح معاك بصفتها ايه
تنهد بثقل وقال بهدوء
بصفتها خطيبتي وهتكون مراتي واني لازم اعرفها على الناس الي بشتغل معاهم هتروح بصفتها حته من قلبي ابوس ايدك يا امي بلاش المعاملة الناشفة دي سمر لو لفيت الدنيا مش هلاقي احسن منها مهما كانت بنت اختك وكفاية اني بحبها وعايزها ده انتي دايما بتقولي نفسي اشوفك مبسوط يا جمال معقول نسيتي كلامك
قالت بحزن على حال ابنها
انت عارف ان اي ام في الدنيا نفسها تشوف ضناها اسعد واحد في الكون بس يا جمال مع واحدة تحبه تسعده تخليه يحس بطعم الدنيا متكونش تعاسة ليه و انا عارفه سمر مش
بقول انها واحشه لسمح الله بس حاسة بيه فيها حاجه عنيها مش بتلمع زي اي واحدة مخطوبة وبتحب خطيبها يا بني في مثل بيقول خد الي بتحبك هتشيلك فوق راسها ومتخدش الي انت تحبها علشان لو ولعت صوابعك العشرة شمع مش هتحس بفرح لانها اصلآ مش بتحبك هتكون معاك تقضية واجب مش اكتر
ابتسم بحزن وقال
اعمل ايه طيب يا ام جمال قلبي ده بيعشقها دايب مش قادر قبل ما اخطبها كنت بټعذب علشان بعيدة عني ومش قادر اقرب منها ولم خطبتها عذابي ذاد لاني حتى دلوقتى بقي صعب عليا اقرب منها بخاف عليها من نفسي بحميها مني ببعدها عني علشان اقدر اصبر لحد ما نتجوز لم
بتكون قصادي بتوه من نفسي كأني غريق متعلق في قشية ضعيفة ادعيلي يا امي علشان قلبي ده يرتاح لان طول ما انتي بتدعيلي و راضية عني مفيش حاجه هتكسرني
ابتسمت بحنو وقالت
وانا بدعيلك في كل صلاة يريح قلبك و يجبر خاطرك ويسعدك يالا روح علشان متتاخرش على خطيبتك ربنا يهديكم لبعض
كفاية عليا رضاكي عني يا ست الكل
كريمة بحب ورضا لا اله الا الله
جمال بسعادة سيدنا محمد رسول الله تصبحي على خير
ترك والدته وانصرف وهو في اقصي مراحل السعادة اتجه صوب منزلها من سلبت القلب والفؤاد لقد ارهقته بعشقها
انتظرها اسفل البناية وفي داخله يتحدث
معقول سمر متكنش بتحبني طيب ليه وافقت نرتبط هو انا مستاهلش اني اتجوز الي بحبها يارب انا راضى بحكمك و راضى بنصيبي لو هي مش بتحبني خلاص انا هبعد احسن انهي جملته وهو عاقد حاجباه بدهشة لم يستطيع ابعاد عيناه عنها مسلوب العقل والقلب ترجل من سيارته و هو ينظر لها دون أن يتحدث
قطع شروده صوتها الرقيق
هقف كده كتير يا جمال
حمحم بتوتر وقال
اسف اتفضلي
تقدم صوب باب السيارة وفتح لها
ركبت سمر بجوار كرسي السائق واستقل جمال بدوره
وفي غضون نصف ساعة صف جمال سيارته امام احدي القاعات المخصصة للافراح رأت سمر توافد الناس على القاعة نظرت إليه وقالت هي دي القاعة
هتف بسعادة
اه هي معلش مطرة تتعرفي على الناس الي هنا لانهم كلهم معلمين في المدبح هما ناس بسيطة غير الناس الي بتشوفيهم في الجامعة وبرة يعني اتقبلي طريقتهم في السلام اغلب الستات هنا ويباركلك بلاش تتضايقي منهم لانهم بيحبوني ونفسهم يفرحولي
قالت بهدوء وتفاهم
حاضر يا جمال طلما ده هيسعدك انا مش هضايق
ترجل من سيارته وهي تسير بجواره إلى داخل القاعة وبدأ يعرفها على الجميع الذين رحبوا بها بحب وحنان ظاهر رأت محبة الناس له كيف يمدحون شهامته و يدعون له بالخير
تعرفت على الجميع وباركت للعروس وانتقل الاثنين سويا إلى طاولة المعزيم
مشتكر يا سمر
قالها جمال بسعادة وهو ينظر إليها
ردت بعدم فهم وقالت
على ايه
جمال بهدوء
علشان صبرتي لم اتعرفتي على الناس وكمان اسلوبك في الكلام كان قمة الاحترام والاخلاق
قالت برقتها المعهودة
مفيش شكر بالعكس الناس هنا يتحبوا وكمان طيبين اوي وبيحبوك
تنهد بسعادة وقال
امي دايما بتقول الي ربنا يحبه بيحبب فيه خلقه
قطع حديثهم صوت فتون التي جائت للتو ترحب بهم بصفتها صديقه العروس وقالت
مساء الخير
جمال بهدوء وسعادة واعجاب يا مساء الورد ايه الجمال ده يا فتون ناوية تفتني الناس ولا ايه
ابتسمت برقة وهي تري أعين الناس لا تفارقها ولكن من بين كل هؤلاء لا يشغلها الا شخص واحد هو فقط يجعل قلبها يترقص على انغامه بكلماته العذبة
قالت برقة
الناس مش مهمة اهم حاجه شخص واحد بس
هتف بعدم فهم وقال اممممممم شخص مين
فتون بتوتر وقلق مش شخص معين يعني المهم انتي عامله ايه يا سمر
سمر بأبتسامة صافية الحمدلله بخير انتي اخبارك
هتفت فتون بهدوء
نحمد الله علي كل حال
جلست فتون بجوارهم وهي تتبادل اطراف الحديث مع سمر بينما عيناها وتركيزها كله عليه وهي تري نظرات العشق بعيناه التي لم تفارق سمر رأته كيف تائه بها شعرت وكٱن الدنيا ضاقت بها نهضت من مجلسها
و كادت ان تغادر ولكن طلبت منها احدي الفتيات ان تغني شيء لم تستطيع الرفض وسط انتظار الجميع لسماع صوتها
فصعدت بجوار الدي چي وهي تفكر فيما سوف تغنيه
اغمضت عيناها وشرعت في الغناء وعيناها لا تفارقه تلاشت ابتسامتها ليحل مكانها الالم
نفسي تسمع كلمة مني كلمة عايشة سنين معايا
بس اقولها ازاي وقلبك لسه مش حاسس هوايا
حس بيا وبحنيني كل شىء هيبان عليا لما عيني تشوف عنيك
قلبي مني يدوب في ثانية والاقي ثانية واحده تانيه واحده عايشة حياتها ليك
انتبه جمال على صوتها شعر بحزنها وكأن الدنيا حزنت لنبرتها الحزينه تعاطف الجميع معاها و اصبح صوتها الوحيد الذي يملاء القاعة
نفسي اهرب من كسوفي و احكي على الي في قلبي كله
نفسي اتجرأ و خۏفي مرة واحده يسيبني اقوله
حس بيا وبحنيني كل شىء هيبان عليا لما عيني تشوف عنيك قلبي مني يدوب في ثانيه والاقي ثانية واحده تانيه واحده عايشة حياتها ليك
كلماتها جعلت الجميع يتأثر من صدق مشاعرها و دموعها
التي تجمعت وهي تجاهد على الا تظهر ضعفها امامه تنهدت بثقل ونزلت عن المنصة و اتجهت صوب الطاولة الجالس عليها هو سمر
هتف جمال بأعجاب قائلا
ايه الجمال ده يا فتون بجد صوتك جميل جدا اول مره اعرف
الي يسمعك يحس انك بتحبي حد و بتوجهي له الاغنية
اصابها التوتر وهي تبلع ريقها بحزن وقالت
محدش عارف القلوب فيها ايه غير ربنا
قطع حديثما صوت سمر التي نهضت من مكانها وقالت
سمر بهدوء....
انا هروح التوالت و مش هتاخر بعد أذنكم
جمال اتفضلي
في ڤيلا امجد نصار كان يتابع خطته الجديد على الهاتف
امجد. ايه الاخبار
شخص ما
اطمن الوضع بينهم زي الزفت ومتوترين على الاخر وكمان النهاردة البيه الصغير اټخانق مع المدير بتاعها وضربها
امجد بسعادة تمام اوي عايزيين العلاقة متوترة كده علشان خطتنا تمشي زي ما خططنا لها
شخص ما بس يا باشا الموضوع ده خطېر حضرتك ممكن تخسر فيه كتير
امجد بثقة اطمن انا عامل حسابي لكل حاجة المهم خلينا بعيد علشان يومين كده ولا حاجة وهنفذ بس لو حصل غلطة واحدة ھقتلك فاهم
شخص ما....اطمن يا باشا كله هيكون في الامان
انهي مكالمته وهتف بثقة هانت يا عمار وهترجع تاني تحت طوعي ندمان
انصرفت بهدوء وفي داخلها بركان يكاد ينفجر من الألم تعلم بأن مشاعر فتون صادقة تجاه جمال و لكن ليس بيدها شيء فهي الوحيدة التي تشعر بها
خرجت متجها إلى خارج القاعة حتى تشم بعض الهواء وبينما تسير إلى الخارج وجدت من يجذبها من يدها وهو يضع يده على فمها حتى لا تصرخ
وقال
اهدي يا سمر انا كريم
نظرت إليه بعينين مشتاقة وقالت بأستفهام!!
كريم انت بتعمل ايه هنا
رد بهدوء وهو ينظر إليها بعشق
وحشتينى مش عارف اشوفك ولا بتردي على الموبيل بتشوفي رسايلي ومش بتردبعيد عني ان مش هتحمل اكون ۏجع لقلبك المۏت اهون عليا من اني اوجعك
هششششش بلاش الكلام العبيط ده صدقيني كل حاجه هتتحل انا هكلم اهلك يا سمر مش هخسرك اوعدك اني احارب الدنيا كلها علشانك
انسابت دموعها وقالت
صدقني مش هينفع انت جيت متأخر اوي
مش متأخر ولا حاجه خليكي قوية انتي بس وانا مش هسمح لحاجة تبعدك عني فاهمة
سمر بحزن
يا كريم علشان خاطري بلاش انا عارفه ايه الي هيحصل انا وانت مستحيل نكون مع بعض ارجوك امشى بقي دلوقتى لو حد شافني معاك هتحصل مصېبة
كريم بهدوء
طيب تردي على الموبيل فاهمة بلاش تعاملني كده
سمر بأستسلام
حاضر يا كريم امشى دلوقتى ارجوك
بينما الټفت هي حتى تدلف إلى الداخل ولكن اصابتها الصدمة من هول ما رأت
الحلقة 22
حاضر يا كريم امشى دلوقتى ارجوك
طبع خفيفة على جبهتها وانصرف وهو يبتسم لها
بينما الټفت هي حتى تدلف إلى الداخل ولكن اصابتها الصدمة من هول ما رأت ابتلعت ريقها بقلق وتوتر وهي تري كم كبير من الڠضب يظهر على ملامحه ابتلعت غصة في حلقها وقالت بصوت مرتجف...... جمااال انت هنا من امتي
في ايه يا جمال مالك انت عايز ايه
كان يتفحصها بدقة ملامحها وجهها عيناها تلك البريئة ايعقل ان تكون خائڼة
تحدث بصوته الأجش .. يقول بسخرية
بجد مش عارفه مالي بجد مش عارفه انتي ايه شطان معقول في وش تاني مخفي وره الوش الملائكة ده عمري ما اتخيلت انك تكوني بالبشاعة دي
اطبق على كتفيها بقوة وهو يهزها پغضب ويصيح
لييييييه يا سمر انا استاهل ده منك انا كنت بخاف عليكي من نفسي ده جزاء حبي جزاء خۏفي عليكي جزاء حمايتي ليكي ليه يا سمر ليه انتي مستحيل تكوني بني ادمة لم انتي مش بتحبيني طيب كان ليه بتوافقي من البداية انطقي ساكتة ليه
لم تستطيع الحديث من فرط بكائها دموعها لم تكن إلا ندما على ما فعلته به
في منزل مرام
ظلت اختها بجوارها وهي بقوة فكلما تذكرت حينما دفعها بكت بقوة تعلم انها اغضبته الان تري هل يغفر لها لم وصلوا إلى هذا الحد هي كانت غاضبة فقط
مسدت شقيقتها على ظهرها بحنان وقالت
معلش يا مرام بكرا يهدي و هيكلمك هو بس كان مضايق
ابتعدت عن شقيقتها و مسحت دموعها بظهر يدها كالاطفال وقالت
هو كمان لو حق يضايق انا الي مفروض اتضايق مش هو ده انتي لو شفتي ضړب البشمهندس معتز ازي كنتي هتخافي منه معقوله ده تصرف انسان عاقل
وضعت كفيها على وجه شقيقتها وهي تنظر إليها بحنان وقالت
يا مرام عمار مغلطش على فكرة لانو ببساطة رجل طبيعي يغير وېخاف الي حصلك من يومين مش شويه علشان يستهين بيه انتي اكتر واحدة عارفة ومدركة انه بيحبك حب
جنون حب مرضي مستعد ېموت علشانك صعب عليه يتقبل فكرة انك ممكن تضيعي من ايده اصبري لم يهدي ابقي كلميه وصدقيني عمار زي الطفل محتاج انك تحتويه و تحسسيه انه فعلا اهم حاجه في حياتك محتاج يحس انه له الاولوية في كل حاجه
حديث تلك الصغيرة جعل قلبه يهداء قليلا حتي انفاسها التي كادت تنقطع بسبب البكاء انتظمت قليلا وبداء النعاس يغلبها
بعد حديثها ضاقت به الدنيا لم يكن امامه سوي ان يسير بين الناس يبحث في الوجوه عن اي احد يستمع اليه ولكن لم يجد سوي النيل فذهب اليه و هو يقف امامه ينظر إلى الفراغ
وهو في اقصى مراحل الڠضب بعدما رأها اليوم لم لا تفهم تلك الغبيه انه لن يتحمل ان اصابها مكروه قلبه تشتعل به النيران حينما يقترب منها اي احد من جنس ادم لا يحق لمخلوق النظر في عيناها تلك العينين ملكه هو فقط هو الوحيد الذي يحق له الاقتراب منها هو فقط عزم امره على الرحيل فقد حان الان معاد عمله الليلي
طرقات متتالية لا تكف يكاد ينكسر الباب من شدتها
نهضت سميرة من الفراش بقلق وهي تفتح الباب ولكن اصابتها الصدمة حين رأت جمال يدفع ابنتها حتى ارتطم جسدها بالارض
اقتربت سميرة من ابنتها وهي إليها لا تعلم ما بها فقط دموعها تنساب بصمت ها
سميرة پخوف وقلق
بنتي في ايه يا جمال حصل ايه
ابتلع تلك الغصة التي بحلقه تكاد ټخنقه وقال پغضب
بنتك خانت الفاتحة الي بيني وبين ابوها خانت دبلتي الي في ايدها واظن كده كفاية اوي انا جيت على نفسي و مرفعتش ايدي عليها حتى ولا عاقبتها على الي عملته بس هي اهانه رجولتي وده شيء انا مستحيل اقبل بيه
نزع دبلتها من يده والقها في وجهها واكمل حديثه
دبلتك اهي يا بنت خالتي من النهاردة انتي من طريق وانا من
 

تم نسخ الرابط